بقلم/ أ. روعه حلا
إن تمتع الإنسان بالعافية بدون داء أو مرض هو ما يعرف بالصحة، إلا أن الأمر لا يقتصر على شفائه من المرض البدني بل يتعداه إلى تحقيق حالة سليمة خالية من جميع الأمراض على مختلف الجوانب الجسمانية والنفسية والعقلية.
ولكي نصل إلى الفهم الصحيح للصحة الجيدة يجب إدراك العلاقة الوثيقة والتأثير المتبادل بين كل من الجوانب التالية:
- الجانب الجسماني المتمثل بأعضاء الجسم وما يقابلها من الحواس الخمس من سمع وبصر وشم ولمس وتذوق، والصحة الجسمانية تتطلب التغذية الجيدة وأداء التمارين الرياضية والحصول على راحة كافية.
- الجانب النفسي المتمثل بالمشاعر والعواطف المختلفة من فرح وحزن وخوف وغضب وحب وكره وغيرها، والصحة النفسية هنا تكمن بالمشاعر الإيجابية من حب وفرح وسعادة.
- الجانب العقلي المتمثل بالأفكار والمعرفة والتصرفات والاعتقادات والتحليلات، والصحة في هذا الجانب تكون بالتفكير السليم والتصرفات والاعتقادات الإيجابية.
إن حصول أي خلل أو مشكلة في جانب ما يظهر تأثيره جلياً على الجوانب الأخرى، فمثلاً إذا التزمت الفراش بسبب ألم في الظهر يمكن أن تشعر بحالة من الإحباط، أو إذا شعرت بالغضب من موقف ما يمكن أن يؤدي ذلك إلى معاناة من صداع الرأس ومن المحتمل أن تقدم على تصرف خاطئ قد تندم عليه لاحقاً.
إن التغذية الجيدة إضافة إلى دورها الهام في بناء الجسم فإنها تساهم بشكل فعال في تنمية العقل وبالتالي التفكير السليم.
كما أن حصول الجسم على كميات كافية من الغذاء يخفف من حالات الانفعال والتوتر والعكس صحيح، أيضاً أداء التمارين الرياضية له فوائد على كافة الجوانب من تقوية لعضلات الجسم وتنشيط لعضلة القلب والدورة الدموية كما أنها تنشط الذهن وتخفف من الانفعالات والمشاعر السلبية وتمتص الغضب بشكل كبير، كذلك حصول الجسم على أوقات راحة كافية يحافظ على حيويته ونشاطه ويحقق التفكير السليم والذهن الصافي وعلى الصعيد النفسي تقل المشاعر السلبية والانفعالات والضغوطات.
وبآلية مشابهة فإن متطلبات الصحة النفسية من مشاعر إيجابية لها عظيم الأثر في تحقيق الصحة الجسدية والتخفيف من الألم وتقليل أمده.
متطلبات الصحة العقلية أيضأ من تفكير سليم وتصرفات واعتقادات إيجابية تلعب دوراً بالغ الأهمية في تحقيق الصحة الجسدية والنفسية وكيف التفكير الصحيح والتصرفات الإيجابية تجنب الجسد كل ما يضره أو يؤذيه كما أنها السبيل إلى المشاعر الإيجابية.