بقلم/ أ. روعه حلا
للمجتمع ثقافة سلبية في إنشاء المعلومات التي كثيراً ما تكون غير مقصودة من المجتمع نفسه، وهذه الثقافة ترتكز على قاعدة النشر السريع للمعلومة، وبالكثير من الطرق المتطورة والمنفتحة بلا رقابة حاكمة ، كبرامج وصفحات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية وبرامجها على الأجهزة المحمولة المتطورة بالإضافة الى الطرق التقليدية وهي تناقل الحديث بين المجتمع عن طريق الهواتف أو الجلسات الاجتماعية.
تنشأ المعلومة لدى الفرد عن طريق المرور بموقف سلباً كان أو ايجاباً ، ويقوم هذا الفرد تبعاً لثقافة مجتمعه بنشر هذه المعلومة ، والتي قد تكون خاطئة بالكامل رغم معرفته بخطأها أو أنه أساء فهم الموقف أو لسبب خصه كالانتقام أو ما شابه ، وبعض الأفراد يقوم بالتفنن في إنشاء هذه المعلومة ووضع البهارات عليها لكي يستسيغها المجتمع بشكل أرع وتجذب الانتباه ، ويقوم المجتمع بتداولها بحسب أهميتها من نظره ، فتحيط هذه المعلومة بشريحة صغيرة من المجتمع ، ثم تكبر دائرة النشر حتى تصبح للمجتمع معلومة اليوم ، وأما إن نالت جزائها من التحريفات والتبديلات ستكبر دائرة نشرها حتى تصبح معلومة الأسبوع أو الشهر.
مررنا جميعاً بمواقف عديدة متخاطبة مع المجتمع وبالأخص هذه الثقافة السلبية ، فعندما يرى فلان منزلاً يحترق وقام بمشاهدة الموقف بأكمله حينما أتى الدفاع المدني وأسرع رجاله في إخماد النيران وأتى الهلال الأحمر وأسرع رجاله في إنقاذ المصابين ونقلهم إلى المستشفى ، حينها سيستشعر فلان هذه الواقعة وسيقوم بإضافة البهارات عليها لأن المجتمع لم يستشعر هذه الواقعة مثله ، ثم ينشرها كمعلومة هامة لمن حوله إلى أن تكبر دائرة النشر ، وإن وصلت إليه هذه المعلومة مرة أخرى قد ستكون معلومة جديدة بالنسبة له لما أصابها من التحريف والتبديل ، ولكن إن مر فلان على مكتبة ما واستوقفه موقفاً لرجلٍ مسن ضعيف النظر أراد بيع نظارته ليشتري كتاب ويقرأه بالمكبر البسيط ، حينها هل سيقوم بنشر هذه الواقعة كمعلومة هامة مثل سابقتها؟ وهل سيقوم بإضافة البهارات عليها والتي تحث على القراءة؟
هناك الكثير من المواقف المتخاطبة مع المجتمع وأسوأها ما يضر بجهة معينة، فعندما يذهب فلان الى مطعم جديد الافتتاح ، ورأى بذوقه الخاص أن طعامه غير مستساغ أو أصابه شيئاً من آلام المعدة بعد تناول هذا الطعام ، وقام بنشر هذه الفكرة كمعلومة هامة تقتضي بأن هذا المطعم سيئ أو ما شابهها من المرادفات ، فقد يتجنبه الكثير وذلك تبعاً لثقافة المجتمع والتي من نصوصها اسأل مجرباً عوضاً عن طبيب.
في إحدى الشوارع لفت انتباهي إعلان لجهاز محمول، وما يتضمنه الإعلان كلمات بسيطة ومعبره ، وهي كن أول من يعلم ولا تكن آخر من يعلم ، وهذه الكلمات تجذب الأفراد لامتلاك هذه الأجهزة المحمولة المتطورة ، والتي بها برامج التواصل الاجتماعي والتي أصبحت من أسس نقل المعلومات لدى أفراد المجتمع ، إنه لشيء جميل هذا التطور ولكن إن كانت محل فائدة للمجتمع ، فهذا التطور سلاح ذو حدين.
نحن أفراد المجتمع مسؤولين في تثقيف أنفسنا، فعندما نقول هيا الى التغيير ، نعارض أنفسنا بحجة نقولها وهي إذا تغير المجتمع تغيرنا وقد نسينا أننا نحن هذا المجتمع ، فالمعلومات نستطيع نشرها بأسرع الطرق بحسب أهميتها في نظر الأفراد بلا توقف فلماذا لا نجعل الأهمية للتغيير ونشر التثقيف الواعي لتنهض أمتنا بدلاً من سكونها ونومها!؟