الذكاء العاطفي
ظهرت في الفترة الأخيرة دراسات وكتب تتكلم عن نوع جديد من الذكاء وتم تسميته باسم الذكاء العاطفي ويُعتقد أنه يساهم بنسبة أكبر من 80 % في تحديد نسبة نجاح الفرد أو فشله في حياته، وفي نفس الوقت سنجد أن الذكاء التقليدي يساهم بنسبة أقل من 20 % فقط!
ما المقصود بالذكاء العاطفي؟
يمكن تعريف معني الذكاء العاطفي عن طريق 5 قدرات مختلفة وهي:
1- قدرة الشخص على فهم ومعرفة مشاعره الخاصة
ويتم عن طريق مراقبة الشخص لمشاعره النفسية وقت حدوثها ومعرفة سببها وفهم أبعادها في وقت سكونها ووقت تقلباتها، والأشخاص الذين يملكون القدرة على فهم مشاعرهم وثقتهم وتيقنهم في صحة فهمهم هذا هم الأشخاص الأكثر قدرة في إدارة مجريات حياتهم ولديهم ثقة أيضًا في قرارتهم الخاصة.
2- القدرة والسيطرة على التحكم في المشاعر النفسية
وهذه القدرة لن تتحقق إلا عند تحقق القدرة الموجودة في أول نقطة، والأشخاص الذين يمتلكون القدرة علي التحكم في مشاعرهم هم أكثر الناس التي تستطيع النهوض بعد الصدمات القوية وتستطيع التغلب علي المُحبطات والنكسات.
3- القدرة على تحفيز النفس على العمل
مهمة جداً قدرتك علي تحفيز نفسك علي العمل، حتى تحقق أهدافك وتتحكم في المُلهيات والمُشتتات وأن تقدم العمل دائماً عن الراحة التي مصدرها هو التسويف الدائم للعمل، غير أنها تساعدك في الاندماج في العمل والذوبان فيه بكل مشاعرك وعواطفك.
4- القدرة على فهم وملاحظة وإدراك المشاعر الإنسانية للآخرين
الأشخاص الذين يمتلكون تلك القدرة يستطيعون ملاحظة التغيرات الحادثة للأشخاص الموجودين حولهم مهما كانت بسيطة وفهم احتياجاتهم النفسية، وهذا يساعدهم جدًا في حياتهم ومجال عملهم الذي يتطلب التعامل وفهم الآخرين.
5- القدرة على التعامل مع العلاقات الشخصية والتحكم فيها
هذه القدرة هي التي تتحدد مدى شعبية الشخص وتقبُل من حوله له وتحدد قدرته على الرئاسة والقيادة.
وجدير بالانتباه إلى أنّ لغة الجسد والحركات التي تصدر من الأشخاص أثناء كلامهم مع الآخرين هي من أهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة التقرب من الآخرين والتأثير فيهم، وبالتالي زيادة محصلة الذكاء العاطفي عند الشخص.
الخطير في الموضوع أن تلك القدرات الخمسة تتكون في السنوات الأولى للطفل وهذا للأسف غائب عن كثير جدًا من الآباء والأمهات، وما يُفقد منها في هذا السن يصعب استدراكه بعد ذلك!
الذكاء الاجتماعي
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، صعب أن يعيش بمفرده، وحتي إن قرر هذا فلا يوجد مفر من الاحتكاك بالآخرين علي الأٌقل بسبب احتياجاته الأساسية من الطعام والشراب والعمل والسكن ..إلخ. لكن كل هذا لا يميز الإنسان عن باقي المخلوقات لأننا سنجد كائنات أخرى لا تستطيع العيش إلّا في جماعات وصعب أن تعتمد على نفسها في كل شيء ولذلك كان لِزامًا على الإنسان التميز عن تلك المخلوقات في الاجتماعية.
ما المقصود بالذكاء الاجتماعي؟
الذكاء الاجتماعي هو قدرة الانسان أن يدير علاقاته مع الآخرين وإنه يطوعها لصالحه وصالحهم، وهذه القدرة تأتي نتيجة قدرته على فهم الأشخاص وتقدير مشاعرهم.
ومن هذا التعريف البسيط سنجد أن من أفضل الطرق التي تؤدي لكسب أكبر عدد من الناس، هو أن تدرك مشاعرهم وتقدر ما يدور في تفكيرهم، وتضع في اعتبارك الظروف المحيطة التي تسببت في امتلاكهم لتلك الشخصيات.
ومن الصعب أن نصف الذكاء الاجتماعي بأنه العملية البسيطة المكتسبة، بالعكس لأنه عملية مرهقة وصعبة وتحتاج ضبط نفس وهدوء وتركيز وسرعة فهم للأشخاص.
وهناك فرق بين الذكاء والذكاء الاجتماعي، فالذكاء يعطي صاحبه القدرة على فهم محيطه وقوانين الكون ولكن الذكي ليس بالضرورة أن يكون ذكيًا اجتماعيا، لأنك يمكن أن تجده منعزلاً ويرفض الاختلاط، وغير مهتم بالآخرين وبمشاعرهم، ويجد صعوبة في التعامل مع الأشخاص المحيطة به.
الفرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي
معظم من عرّفوا الذكاء العاطفي والاجتماعي اتفقوا علي أن الذكاء الاجتماعي جزء من الذكاء العاطفي ، فالذكاء العاطفي ببساطة هو قدرة الشخص علي التحكم في انفعالاته والتحكم في عواطفه بتأجيلها وكبتها لكي يتخطى محنة أو موقف صعب، مع قدرته علي إدراك عواطف الآخرين وهنا مكمن التشابه بين النوعين.
وأيضًا الذكاء الاجتماعي يندرج تحت الذكاء العاطفي، فالذكاء الاجتماعي هو قدرة الشخص على ادارة علاقاته مع الآخرين عن طريق فهم أو وضع نفسه مكان الشخص الذي أمامه أو الذي يتعامل معه أو الذي يحاول حل مشكلته، حتى يستطيع تقدير عواطفه وانفعالاته التي تَعرّض لها في موقف ما.
سنجد أن الذكي اجتماعيا أو عاطفيًا يتميز بالثقة العالية في نفسه، ومحبته للآخرين ومحبة الآخرين له، ولذلك هو بالتأكيد يستطيع تحقيق أهدافه وطموحاته، بالإضافة إلى كونه شخص أمين وصادق يمتلك القدرة على الاعتراف بخطأه والاعتذار عنه.