بير من المواطنين غير المتخصصين في الفن يرون باستمرار الفن التشكيلي أنه مجرد مجموعة من الرسومات الغير مفهومة والتي تتشابك بطريقة عبثية لا تدل على أية معاني واضحة، لكن خبراء هذا الفن ينظرون إليه من زوايا بعيدة حيث تشير بعض التعريفات الخاصة به على أنه فن يعبر عن رؤية ترتبط بشكل كبير بالوحي والإبداع والإلهام، وبالتالي يحمل بين طياته دلالات لا يقدرها ويعي معناها إلا كل مدقق ومتابع لكل ما هو جديد في هذا المجال، بجانب ذلك فقد ذهب البعض بهذا الفن إلى مناطق أبعد من ذلك جعلته ينطلق إلى زوايا خارج العالم والواقع والطبيعة، وبالتالي ترجمة مجموعة الرؤى والأفكار الغير تقليدية بطريقة تعبيرية من خلال هذا الفن تجعل هذه الرؤى تنطلق إلى معاني أسمى بكثير من التي يتم التعبير عنها بالألفاظ والكلمات، لكن بالرغم من ذلك فيتطلب استيعاب العامة لهذا الفن ضرورة التدقيق والذهاب بالخيال إلى مراحل بعيدة حتى نتفهم المعني الحقيقي وراء رسومات الفن التشكيلي. عوامل تتسبب في عدم فهم الفن التشكيلي
1 الغموض كثير من الأشخاص يصفون الرسومات التشكيلية على أنها تحمل بين طياتها كم كبير من الغموض الذي يزيد من درجات الصعوبة في فهمها بالنسبة للشخص العادي، وبالرغم من كون هذا الفن لغة سائدة في مختلف دول العالم إلا أن هناك من يعتبره أحد الفنون المبهمة والغامضة والغير مفهومة للعامة، وبالتالي يتطلب فهم هذا الفن ضرورة تعلم اللغة القائمة على رؤى وإدراك ورقي مشاعر الفنان التشكيلي، حتى يسهل على الجميع استيعاب لغة هذا الفن التي باتت منتشرة حول العالم في ظل التطور الكبير وتعدد مدارس هذا الفن بشكل لافت جعلته ينتشر بصورة كبيرة خلال الفترة الحالية بمختلف دول العالم.
2 نقص التعليم والتدريب من بين العوامل التي تزيد من قدرات الأشخاص في تعلم وإدراك الفنون المختلفة ومنها التشكيلية هي زيادة التدريب وتعلم قواعد هذا الفن، حتى يسهل إدراكه وتعمله والخروج من بؤرة الغموض التي تسيطر على كثير من أعمال هذه الفن، ووفقًا لعدد كبير من الخبراء التشكيليين فإن غالبية الأشخاص المتطلعين إلى التوسع في إدراك هذا الفن بحاجة إلى تدريب مكثف حتى يستطيعوا تذوقه بشكل احترافي، لكن بالرغم من أن التدريب عنصرًا هامًا إلا أنه يجب أن يكون أحد أهم الأنشطة التي لابد أن يمارسها الفرد في المراحل العمرية الصغيرة وخصوصا في المرحلة ما بعد الثانوية العامة، والتي بتزايد بها فرص تعلم الفرد بسهولة لمختلف الفنون التي يتم ممارستها في المجتمع.
3 عدم امتلاك موهبة الرسم ربما إدراك الرسومات التشكيلية وفهمها بسرعة كبيرة تعود إلى قدرة الفرد المطلع على مثل هذه الأعمال على الرسم باحترافية، فبناء على تصريحات عدد كبير من الخبراء فإن زيادة إدراك مغزى الرسومات التشكيلية يرتفع كلما تزايدت لدى الشخص موهبة الرسم، والتعبير عما يدور بداخله من خلال الرسومات التعبيرية والتشكيلية وليس من خلال الكلام فقط، فكما يطلق البعض على الكلمات بأنها لغة يتم من خلالها فهم الشعر، فإن فالرسوم لغة أيضا نحتاج إلى تعلمها لادارك ما يدور بداخل الفنان من خلال أعماله المبتكرة، حيث أن عدم امتلاك هذه الموهبة يضعف بشكل كبير من فرص إدراك مختلف الأعمال الفنية.
4 عدم الوعي بقضايا المجتمع كما هو معلوم فإن الفن التشكيلي يعد واحد من أبرز الفنون المعبرة عن القضايا الاجتماعية في المجتمع والتي يتم التعبير عنها من خلال إجمالي الأعمال الفنية التي يقوم برسمها فناني كل مجتمع، وبالتالي فإن إغفال قضايا المجتمع وعدم الإلمام بها تزيد من صعوبة فهم هذه الأعمال الفنية، ووفقًا لعدد من الخبراء فقد أشاروا إلى أنه خلال العقود الماضية كان الفن انعكاسًا للحياة، وبالتالي كان مرتبطًا بشكل وثيق بالقضايا الاجتماعية داخل كل مجتمع، وهو ما زاد من تمسك عدد كبير من الأشخاص بهذا الفن؛ ليس مجرد هوايته أو الإطلاع على أعماله بل الوصول إلى درجة إتقانه بشكل مميز، جعلهم يبدعون في التعبير عن كثير من قضايا المجتمع. وإليك خطوات عليك أن تعرفها لفهم الفن التشكيلي: 5 الخبرة الكافية هناك مجموعة من العوامل التي يجب توافرها لدى الأفراد لزيادة وعي ومعرفة وفهم الفن التشكيلي على اعتبار أنه أحد الفنون المتشابكة، ومن بين هذه العوامل هي الخبرة الكافية التي لا يتم اكتسابها من الكتب والمناهج الدراسية، ولكن يتم اكتسابها عبر الزمن ومن خلال الاطلاع على أعمال عدد كبير من الفنانين حول العالم، وبناء على تقديرات عدد من الخبراء فإن التعمق في مجال هذا الفن يقتضي ضرورة توافر خبرة وثقافة خاصة جدًا وذلك حتى يستطيع الفرد فهم وتقبل ولو القليل من معاني ومغزى الرسومات وأعمال الفنانين حول العالم. 6 الثقافة البصرية ربما تمتع أي فرد بالثقافة البصرية المتعلقة بثقافة العين الخبيرة تجعل أي شخص قادرًا بدرجة كبيرة على الفهم والتمييز والقراءة بين مختلف الأعمال الفنية، وبالتالي تطوير قدرات وإمكانيات أي شخص ليس فقط لفهم الأعمال التشكيلية ولكن لاحترافها أيضًا بدرجة قد تمكنه خلال المستقبل القريب إلى التحول إلى فنان قادر على التعبير عما يدور بداخله برسومات وتعابير تشكيلية تحمل بين طياتها عدد كبير المعاني والأفكار. 7 الوعي بمدارس الفن التشكيلي من الطبيعي أن يتمتع الشخص الساعي إلى فهم وإدراك الفن التشكيلي إلى الوعي ومعرفة مختلف مدارس هذا الفن؛ وامتلاك القدرات على تحديد إلى أي مدرسة فنية تنتمي اللوحة التي توجد أمامه، وخلال القرون الماضية تعددت و تنوعت مذاهب هذا الفن، ويشير عدد كبير من الخبراء إلى أن التغيرات العديدة والأحداث الدينية والسياسية والفكرية التي حدثت في مختلف دول العالم في القرون الماضية بداية من عام 1600 ميلادية، لعبت دورًا رائدًا في ظهور المدارس المختلفة التي يمكن تحديدها في المدرسة الكلاسيكية، والمدرسة الواقعية، والمدرسة التكعيبية، والمدرسة التجريدية، والمدرسة السيريالية، والمدرسة المستقبلية، والمدرسة الرومانسية، والمدرسة الوحشية. يحرص عدد كبير من الأفراد في المراحل العمرية المتقدمة على تعلم مختلف الفنون منذ بداية سن الشباب، ولم يتوقف الأمر في إطار نطاقهم فقط بل يمتد إلى أبنائهم؛ والذين يحرصون على تعليمهم مختلف أنواع الفنون، لكن هناك بعض أنواع تلك الفنون تحتاج وتتطلب عدد كبير من المهارات لتسهيل تعلمها ومنها الفنون التشكيلية، التي ينظر إليها البعض على أنها مجرد رسومات وخربشات لا معنى ولا مفهوم لها، وذلك على العكس مما يراه الخبراء الذين يرون فيها واحدة من أهم طرق التعبير عما يدور بداخل كل إنسان، وللتعبير أيضا عن القضايا الاجتماعية في تدور وتحدث داخل المجتمع لذا بات من الضروري حاليا تعلم أسس وقواعد ومدارس هذه الفنون التي تطورت على مدار العقود الماضية وجعلت من الفن التشكيلي قبلة لكثير من الفنانين والأشخاص حديثي الدخول في مجال الفن، وبالرغم من صعوبة إدراك عدد كبير من رسومات هذا المجال إلا أن غالبية المتخصصين ومحترفي هذا الفن يرون فيه قدر كبير من الثقافات التي تجتمع في رسمة واحدة وبالتالي فإنه يحتاج إلى قدرة كبيرة من الشخص المتلقي على ترجمة مجموعة الرؤى والأفكار الغير تقليدية الموجودة برسومات هذا الفن.